responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 332

لقد سبق بيان نظرية الفيض عند مؤسسها الأول أفلوطين في هامش الصفحات الماضية، ورأينا كيف أنه يعتقد أن خروج العالم من ذات الله يشبه خروج الشعاع من الشمس وترشح الماء من الكأس الطافحة.

وهذا لا يحدث عندهم أي تغيير وأن يخلق الله الإرادة بقدرته المطلقة يسبب تغييراً.

تفسير الحوادث الواقعة

ويقولون: إن حدوث العالم أمر مسلم، ولكن أليس كل حادث بحاجة إلى علة؟ وعلة حدوث العالم هل تجددت له العلية، أم كانت منذ القديم؟ فإن زعمتم أن علية العلة حادثة، كانت هي بدورها بحاجة إلى علة، وهذا بالطبع يخرجها عن صفة العلية الأولى، أو قل عن صفة (القديم) وإذا قلتم: بل كانت قديمة، فهل يعقل أن توجد العلة التامة من دون المعلول؟ هل يعقل أن تكون النار بدون حريق والشمس من دون إشراق؟ [1]

هكذا- وبهذا الدليل الذي اعتبروه أقوى أدلتهم- زعموا بأن حدوث العالم كان منذ القديم، وظني أنه تشابه عليهم القديم والحادث، فزعموا قدم الحادث، ناسين أن القديم بلا زمان، والحادث جزؤه الزمان، وصفتا القدم والحدوث متناقضتان.

أولًا: ما هو قولكم في الحوادث اليومية الواقعة؟ فهل لها علل تامة، منذ القديم، أم لا؟ [2]

ثانياً: أن مبدأ تناقض الطاقة في علم الفيزياء الذي يبدو عندهم من المسلمات العلمية، دليل على أن العالم لو كان قديماً لانتهى منذ زمن بعيد.


[1] () تفصيل هذا الدليل نقرأه في تهافت الفلاسفة للطوسي، ص 81 فما بعد.

[2] () سوف نتحدث إن شاء الله عن عدم صحة كلامهم في تعليل الحوادث سواء قالوا بالحركة السرمدية للأفلاك أو الحركة الجوهرية لها.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست