responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 328

ثم يقول: أصبحت نهاية فكرتها (المثالية الثنائية) عن الله، هي العودة إلى أول الطريق، أعني فكرة موجود أول (أزلي) فاقد لكل إدراك وتنتج عنه الأشياء بشكل طبيعي، أي ضروري، فلو أبدلنا كلمة (الله) عند هؤلاء بكلمة (المادة) بمفهومها الذي أشرت إليه قبل قليل لما كان من فرق فهمي- بشكلها في المادية الساذجة أو الميكانيكية- ذات وجود أول (أزلي) تتحرك وتتفرق وينتج عنها سائر الأشياء.

وهي عند الثنائيين والفيضيين ذات وجود أول (أزلي زماناً) وهي ساكنة بالطبع وسالبة وليس فيها أي تنوع (واحد وحدة كاملة لأن كل تنوع تأتيها من اللامادي) وهي لا تحس ولا تعي ولا تدرك شيئاً [1].

ثم يقول: تأكيد الفيضيين (القائلين بنظرية الفيض) على قدم المادة والزمان والحركة هو في الواقع استمرار للخط الطبيعي اليوناني ولصالح فرض مادية العالم على حساب الفروض الكلامية القائلة ببداية هذه الأشياء مع ملاحظة ازدواج المذهب الفيضي باحتوائه إلى جانب هذا الخط الطبيعي على فهم وتفسير هذا الخط لصالح المدرسة اللاهوتية في النهاية [2].

والواقع إن أكثر الفلاسفة حاولوا التهرب عن الاعتراف بإله عالم قدير، ولذلك تجدهم غلفوا جوهر فكرتهم ببعض التعابير الإيمانية الظاهرة، وأن عجزهم عن معرفة الله وعن كيفية خلقه للأشياء جعلهم يزعمون بأنه داخل في الأشياء بملامسة، وبالتالي لم يقدروا على مقاومة النتيجة الطبيعية لفلسفتهم وهي النظرة الأحادية.

مناقشة مبدأ الأزلية

قبل أن ندخل صلب الموضوع يجدر بنا أن نعرف أن هناك أسلوباً مشتركاً بين كثير من الفلاسفة للتهرب من الاعتراضات التي ترد على آرائهم، هو جعل الآراء


[1] () المصدر، ص 155.

[2] () المصدر، ص 158.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست