responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 301

(لأن الله لا يتغير وعلمه وفعله شيء واحد [1] ولا يصدر عن الواحد مباشرة إلا واحد) [2].

وعلى أساس هاتين الفكرتين المسلمتين عند أصحاب نظرية الفيض وآخرين من خصومهم (فقد فاض عنه أزلًا) وبتعبير آخر (أولًا) أولية مرتبية وبالذات العقل الأول، وعن هذا صدر عقل ثان وجسم فلك وصورته (نفسه).

وابتداءً من هذا الصادر الثاني بدأ التركيب والتكثر الذي كان لغزاً عند أرباب الفلسفة والكلام ولكن كيف؟ (لأنه ممكن بذاته وواجب بغيره) وهذه بداية الثنائية. لأنه من جهة ممكن ومن جهة أخرى واجب، (وتفكيره بكل، وبالله، ينتج عنه شيئان: عقل ثان وفلك بصورته وجسمه- الفيض هنا ثنائي- أو عقل ثان ونفس وفلك) الفيض هنا ثلاثي (ويستمر الأمر هكذا حتى نصل إلى العقل العاشر، فيصدر عنه هيولي) أي المادة الأصلية الداخلة في (جمع الموجودات السفلية والبذور، ويعني بالبذور طبائع والخصائص المميزة لأشخاص، وأجناس وأنواع الإنسان والحيوان والنبات والجماد)

ونتساءل: كيف تقولون: بأن الله فاعل مختار، ثم تقولون: بأن العالم صدر عنه أزلًا؟

وتجيب النظرية بالقول (ومع أن الله فاعل مختار فقد صدر عنه العالم أزلًا، لأنه [3] علة تامة لا يتأخر عنها فعلها، ولاستحالة الترجيح بلا مرجح ولقدم الهيولي بالزمان ولاستحالة حدوث الزمان واستحالة حدوث الحركة بعد أن لم تكن) [4].

ونتساءل: لماذا قالت نظرية الفيض هذه بالعقول العشرة، لا أكثر ولا أقل؟


[1] () لقد ذكرت بصائر القرآن بأن علم الله ذاتي قديم، وفعله حادث وليس من ذاته سبحانه.

[2] () بينا أن هذه الفكرة خاطئة بالنسبة إلى ذي القدرة المطلقة.

[3] () هذه إشارات إلى بعض المشاكل الفلسفية الآنفة الذكر التي حاولت نظرية الفيض الإجابة عنها سوف نتحدث إن شاء الله عن مدى صلاحية هذه النظرية لحل الإشكالات.

[4] () المصدر، ص 116، نقلًا عن كتاب الفارابي، آراء أهل المدينة الفاضلة، ص 24- 66.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست