4- غيلان الدمشقي ويقال له أيضاً (غيلان القبطي) نسبةً لأصله، وكان يقول بحرية الإرادة، وبخلق القرآن، وبأن الخلافة تصلح لغير القرشي، وأن العمل لا يدخل في الإيمان، وقد قتله عبد الملك [1].
5- (الحسن البصري) الذي عاش حقبة متفجرة من حياة الأمة الإسلامية، ويعتقد بعض المؤرخين أن الحسن البصري هو أول من تكلم في القدر، وهو رأي (روتر جوليان) [2]. وبالرغم من أن الآخرين يخالفون هذا الرأي مثل: (مونتجمري واط) [3]. إلا أن انتهاء كثير من المذاهب العقائدية إليه مثل، المعتزلة عبر واصل، والصوفية عبر رابعة العدوية [4]. والأشاعرة عبر نسبة بعض الأفكار الأشعرية إليه.
أقول: كل ذلك يدل على نسبة من الصحة في هذا الرأي.
ولأن (الحسن) عاش عمراً طويلًا يلقي بدروسه الفكرية، فإنه كان ذا أثر حاسم في علم العقائد.
وهناك أحاديث تدل على أنه إمام هذا الفن.
وفيما يلي نذكر حديثين منها فقط على أن نذكر بعضها في الفصل التالي إن شاء الله.
[4] () يقول ماجد فخري: لقد كان تأثير (الحسن البصري) فيما تلا من مراحل الحركة الكلامية والنزعة الصوفية- على يد جماعة كبيرة من تلاميذه واتباعه- عظيماً جداً. فقد انطلق هذا التيار الجديد من التقشف والتقوى من مدينة (البصرة) وجذب إليه عدداً كبيراً من الأتباع. فأشهر امرأة متصوفة في الإسلام وهي رابعة العدوية (ت 801) قضت حياتها برمتها في (البصرة) وزاولت التقشف، ولزمت حياة العزوبة وتخلت عن حطام الدنيا، وهي الأمور التي قرنها (البصري) بالدعوة الصوفية الصادقة، وقد كانت إلى ذلك السابقة في تاريخ التصوف الإسلامي إلى الترويج لفكرة- الحب الإلهي- وهي في ذلك قد اتجهت اتجاهاً مغايراً للعرف الديني الإسلامي (تاريخ الفلسفة الإسلامية- ص 324- 325).