responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 228

إلا أن بقايا هذا الطموح دفعت بطائفة من الفلاسفة إلى الزعم بإمكانية حذف المسافة بين الخالق والمخلوق، والارتفاع فعلًا إلى درجة الألوهية، كما نرى في شطحات الصوفية، وفي تخرصات الفلاسفة التي لا تقل سخافة عنها.

وعي التوحيد

هل يكفي أن نعتقد ب- (وجود) خالق لهذه السموات الواسعة والأرض العريضة؟

إن تطلع البشر لا يدعه يكتفي بذلك، إنه يبحث عنه حتى يجده، ويعرفه، ويتقرب إليه، وإنها فطرة الخلائق جميعاً، يقول ربنا سبحانه:

قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا* اوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً (الإسراء/ 56- 57)

وإنه لهدف مشروع، وقد جاء رسل الله تعالى لكي يذكروا الناس بربهم، ويهدوهم إليه، ويعلموهم كيف يتقربون إليه زلفى، ولكن بعض الناس أخطؤوا الطريق، ودفعهم حماسهم أو تطرفهم أو جهلهم إلى اختيار طرق أدت بهم إلى الضلالة.

وهكذا ينبغي ألا نشك في سلامة نية كثير من السالكين في طريق التصوف والعرفان، وخطئهم في الطريق، ولعل بعضه لا يفهم من عبارات الاتحاد والفناء والمحو وما أشبه معانيها الضالة، فقد يؤولها بما يتناسب ومعرفته الفطرية، يتعالى الرب وسموّه عن مثلها.

وبتعبير آخر: قد يكون هدف المتصوف في هذا الطريق، السعي نحو تجربة ذاتية في وعي التوحيد. أو ما يسميه البروفسور ه-. لويس (Lewis)  ب- (التجربة الإلهية).

حيث أن الحقائق التي يزودنا بها الشعور، أو يكشفها العقل ستبقى ناقصة ونسبية حتى تكتمل بالتجربة الإلهية.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست