responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 223

وبعد هذه المقدمات يقول: الجمع بين الحكمة والشريعة في هذه المسألة العظيمة، لا يمكن إلا بما هدانا الله إليه، وكشف الحجاب عن وجه بصيرتنا لملاحظة الأمر على ما هو عليه [1].

والشطحات الصوفية ليست إلا انعكاس لهذه الصفة المتأصلة في البشر، أي النزوع إلى ادعاء مقام الألوهية.

فالذي يدعي الفناء في الله تعالى ورؤية الخالق على جماله وجلاله، وتلقي الأوامر منه مباشرة، ويقول: ليس في جبتي سوى الله تعالى، سبحاني سبحاني ما أعظم شأني، فإنه يعكس شهوة ادعاء الربوبية، ولكن في صورة ألفاظ فارغة وادعاءات وتمنيات، بينما يعكس مثل فرعون مصر هذه النزعة في البشر في صورة عمل جبار كبناء أهرامات مصر، يقول سبحانه تعالى:

وَقَالَ فِرْعَونُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الاسْبَابَ* أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَاظُنُّهُ كَاذِباً (غافر/ 36- 37)

بين نظرية الفيض والنزعة الجاهلية

وتبلورت هذه النزعة عند كبار القوم، فبرروها بنظرية الفيض التي سنتحدث عنها مفصلًا بإذن الله تعالى، فقالوا:

أو تدري كيف تمّ خلق الله تعالى للأشياء؟ إنه سبحانه تنزل عن مقامه، وتكثر فابتدعت الموجودات، ولم يكن له سبيل آخر غير ذلك، لأنه كان بنحو الفيض والترشح، والإشعاع مثلما يفيض النبع، وتشع الشمس.

يقول الشيخ اليوناني (أفلوطين الإسكندراني) وهو أول من بلور هذه النظرية:

إن الواحد المحض (أي الله عندهم) يشبه الضوء، والواحد الثاني (العقل) المنسوب إلى شيء آخر يشبه الشمس، والشيء الثالث يشبه القمر الذي ينال ضوءه من


[1] () المصدر، ص 328.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست