أ- قالوا: إنه كالبحر والخلائق مثل أمواجه، ويقول شاعرهم:
فالبحر بحر على ما كان في قدم
إن الحوادث أمواج وأنهار
لا يحجبنك أشكال يشاكلها
عمّن تشكل فيها فهي أستار
وبعضهم شبه (حاشاه) بالخمر والفقاعات التي فوقها.
ب- قالوا: إنه كالشيء وظله، فوجود الأشياء أمام وجود الله إنما هو كوجود الظل للإنسان.
ج- بعضهم قال: حين يحدث الإنسان نفسه، كيف يكون الوضع؟ أليس الإنسان في هذه الحالة هو المتحدث وهو المستمع كذلك- في زعمهم- رب العالمين هو المتحدث وهو المستمع.
د- زعم بعضهم أن مثل الله وخلقه، كمثل الشيء وصورته، وقال الشاعر:
وما الوجه إلا واحد غير أنه
إذا أنت عددت المرايا تعددا
ه- أو مثل الشمس التي تتجلى أشعتها عبر الزجاج الملوّن في ألوان شتى.
و- وقال البعض: أرأيت الحرارة في شدتها وضعفها أنها واحدة، وإن اختلفت درجاتها، وهكذا درجات الوجود بين العبد والمعبود مختلفة فقط، من جهة الشدة والضعف، ومثل هذا التشبيه: التمثيل بالخط، لنفترض خطاً ممتداً لا نهاية له، أو ليس ينطوي على أجزاء من خطوط قصيرة، وهكذا وجود الله- في زعمهم- الذي يشبه عندهم خطاً طويلًا ينطوي على وجود المخلوقات التي تشبه- في رأيهم- الخطوط القصيرة الداخلة في الخط الطويل [1].
الوحدة في الكثرة
هذا التفسير الذي يعتبر رابع تفسير لفكرة (وحدة الوجود) هو الذي اختاره ملا صدرا الشيرازي، وشاع في تلاميذه وأتباع نهجه، وسبب اختياره قد يعود إلى أمرين:
[1] () اقتبسنا هذه التشبيهات من كتاب (عارف وصوفي چه ميگويند) الهامش من صفحات 240- 241.