ما هو الوجود؟ وهل وجودك ووجودي واحد؟ وماذا عن (وجود) الأشياء التي حولنا، هل هو شيء واحد ممتد عليه؟ والسؤال الأخطر: ماذا عن وجود الخالق؟ هل هو ذات وجود المخلوق في أفق أسمى؟
يبدو أن طرح هذا السؤال كان بهدف حل لغزين في العالم: اللغز الأول: الكثرة والوحدة في الأشياء، واللغز الثاني: هو العلاقة بين الخالق والمخلوق، وهل هناك نوع من الوحدة، بحيث تنعدم المسافة بينهما دائماً، أو في بعض الأوقات، أم لا؟
واختلفت آراء الفلاسفة في الإجابة عن هذا السؤال إلى أربعة أقوال رئيسية:
1- قال البعض- مثل الحكماء الفهلويين- أن الوجود ليس إلا حقيقة واحدة سواءً في الخالق أو المخلوق، بيد أن له مراتب ودرجات مختلفة في الشدة والضعف، والتقدم والتأخر، والغنى والفقر، والكمال والنقص.
وبالرغم من هذه الاختلافات، فإنه لا اختلاف في نوع الوجود، أما اختلاف الدرجات فهو لا يؤثر في وحدة النوعية.
2- أما الفلاسفة المشاؤون، فقد رأوا أن حقيقة الوجود مختلفة من وجود إلى وجود.
3- هناك فريق ثالث، سمّوا بمذهب المتألهين، وفضّلوا القول في ذلك بما يلي:
إن حقيقة الأشياء الممكنة (أي المخلوقات) إنما هي بماهيتها، والوجود عارض عليها، بينما وجود البارئ من ذاته، ففي مقامه (سبحانه وتعالى) قالوا ب- (أصالة الوجود).