responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 191

فإذا قلنا: ماهية التفاحة وجود، فإن كلامنا لا يصدق إلا بنحو من المجاز، أما بنحو الحقيقة فلا.

فهذا التعمل الشديد، أو أن شئت قلت: التكلف الشديد يدل على أن الوجدان يأبى افتراض ثنائية في الأشياء مركبة من ماهية لا بشرط الوجود ووجود.

بل إن ذات الأشياء كما نعرفها بفطرتنا هي ذات الأشياء بواقعيتها التي هي الموجودة الغيرية.

يبقى أن نعرف أن الأدلة الثلاثة التي ساقوها لإقناعنا باختلاف الوجود والماهية، أدلة لفظية تصلح لعلم النحو وليس للحكمة والفلسفة.

ومثل هذه الأدلة كثيرة في كلام الفلاسفة، مما يدل على خلط عظيم بين العلم وبين التعبير عنه.

بين أصالة الوجود وأصالة الماهية

وإذا ثبت أن الوجود شيء والماهية شيء آخر، يطرح السؤال التالي: هل الأصل في تحقق الممكنات (الأشياء) هو وجودها أو ماهيتها، وبتعبير آخر: الماهية أصل التحقق والوجود طارئ عليه أم الوجود أصل تحقق الممكن والماهية طارئة؟

ذهب المحققون من المشائيين إلى أن الماهية هي الأصل، أما الوجود فشيء طارئ، فحقيقة التفاحة- بما لها من ميزات وخصائص- هي أصلها، وقد يفيض عليها الرب من نور الوجود فتصبح تفاحة موجودة، أو يتركها في رحم العدم.

وقد عبر بعضهم عن هذه الفكرة- مرة- فقال: (ما جعل الله المشمش مشمشاً، ولكنه خلقه).

وذهب آخرون وفي طليعتهم شيخ الإشراق السهروردي إلى أن الوجود هو الأصل، أما الماهية فليست سوى أمر طارئ.

وقال آخرون: الماهية والوجود معاً أصل.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست