responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 144

أما أطرف تعليق على استجابة رابعة لهذه النعمة الإلهية التي اختصت بها، فقد وردت في أسطورة أخرى جاء فيها: إنها عندما رأت الكعبة مقبلة نحوها صاحت: لا أريد الكعبة، بل رب الكعبة، أما الكعبة فما أفعل بها!! [1].

إن اتباع الصوفية لمبدأ المجاز، واستخدام الكلمات على غير معانيها، يجعلنا نشك في كل أخبارهم، فمثلًا قد يقصدون من كلمة الأمير مفهوم (الصوفي الكبير) وليس أمير البلاد السياسي، وربما قصدوا من أربعين عاماً أربعين يوماً، ومن انتقال الكعبة عن مكانها لزيارة رابعة العدوية، انتقال بعض المرشدين وشيوخ الزوايا الذين هم عندهم بمثابة الكعبة.

نهاية المطاف عند البسطامي والحلاج

ونرى نهاية مطاف التصوف الدخيل الذي تحول إلى (مقر للعقيدة الفاسدة ومظلة يحتمي بها كل صاحب فكرة شاذة) كما أشار إلى ذلك حديث مأثور مضى؛ نرى هذه النهاية عند اثنين من أشد المتصوفة شذوذاً وشطحاً، هما البسطامي والحلاج.

فمن هؤلاء المتصوفين الجريئين الذين تيّمهم الحب الإلهي، حتى خطوا في القرن التاسع، الخطوة الأخيرة عبره هاوية الوجود، البسطامي والحلاج، وجرى في أثرهما في القرنين التاليين نفر آخر، منهم سعيد بن أبي الخير (ت 1049) الذي صادق ابن سينا وراسله والشبلي (ت 945)، وكلاهما تكلف في حياته وآرائه شيئاً من الغلو، كافتعال الشذوذ أو الجنون [2].

وبينما اشتهر الحلاج بقتله وإعدامه، اشتهر أبو يزيد البسطامي الذي ينسب إلى محل ولادته في غربي خراسان بمدينة (بسطام) بشطحاته التي من المؤكد أنها


[1] () المصدر، ص 328- 329.

[2] () المصدر، 332- 333.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست