responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 113

المذهب أو ذاك سبب لتوهم الاختلاف، بينما الاختلاف وهمي والخطوط العريضة ذات الأثر الواقعي واحدة.

بيد أن هذه الحقيقة لا تصدق إلا على مذاهب تتفرع من أصول مشتركة، أما المذاهب التي تقوم على أسس مختلفة، فإن محاولة الجمع والبحث عن الخطوط المشتركة بينها تؤدي إلى تجاوز الحقائق، وتكلف التفسيرات البعيدة، وتمييع الحق، وتشويش الرؤية.

فمثلًا: الذين حاولوا الجمع بين مثل أفلاطون ونظرية المعاد في الإسلام تورطوا في تفسير المعاد بأنه ليس إلا تجسمات لطيفة، وليس عودة الأبدان كما هي الآن، وهكذا فسروا القرآن تفسيراً برأي أفلاطون وشطّوا عن الحقيقة [1].

وهكذا الصوفية الذين أرادوا التوفيق بين المذاهب المختلفة، وصل بهم المنهج الخاطئ إلى الاعتقاد بأن عبادة الله وعبادة الأوثان هي- بالتالي- شيء واحد، وأن المقصود من الكعبة والأصنام هو هو، وأن موسى وفرعون كانا على نهج واحد.

وهكذا ميّعوا الحدود الواقعية بين الأشياء وبين الحق والباطل، والعدل والظلم، وبين الصواب والخطأ.

ولا ريب أن ملا صدرا قد وقع في أخطاء كبيرة عندما تكلف الجمع بين المذاهب الفلسفية وبين الرسالات الإلهية، وسوف نتعرض لبيانها إن شاء الله أثناء البحوث القادمة.

سيرة الشيرازي

بعد أن ولد بمدينة شيراز في الربع الأخير من القرن العاشر الهجري [2]. سافر إلى إصفهان، ودرس في البدء عند الشيخ بهاء الدين العاملي، وتابع دراساته عند أستاذه


[1] () في بحوثنا الفلسفية القادمة سوف نتعرض لمجموعة من الآراء التوفيقية المتكلفة وننسبها إلى أصحابها ومن أصحابها فيلسوفنا الشيرازي.

[2] () الحكمة المتعالية المقدمة (ج).

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست