responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 29

وربما يتصور ان هذا التلون والتغير في آراء الحسن البصري كان سبباً لانعزال تلميذه واصل بن عطاء عن مدرسة استاذه، لكن الحقائق التأريخية التي سادت تلك الفترة تكشف بوضوح عن سبب رئيسي آخر هو أن الازارقة- وهم فرع من فروع الخوارج- كانت لهم السلطة آنذاك على البصرة، وكانوا يزعمون بان مرتكب الكبيرة كافر وأنه خالد في النار، بينما كان الحسن البصري يقول انه ليس بكافر. فكان لابد لواصل، وهو كأستاذه يعيش حالة الانهزامية، ولكي يتهرب عن تحمل عناء الوقوف امام الحكام المتطرفين واصحاب النفوذ، ولكي ينسلَّ عن قضايا الثورة التي كان يقودها أهل بيت الرسول صلوات الله عليهم اجمعين دفاعا عن الرسالة الالهية. كان لابد له أن يخرج برأي توفيقي بين آراء استاذه وآراء السلطة الحاكمة، فأسس مذهبا يقول إن مرتكب الكبيرة ليس بكافر وليس بمسلم وانما هو منزلة بين منزلتين فهو إذن فاسق ( [1]).

وقد اطلق اسم المعتزلة على المدرسة التي اسسها واصل بن عطاء بعد ان طرده استاذه الحسن البصري من حلقة درسه لمخالفته لاقواله، فاعتزل في زاوية من المسجد واتخذ لنفسه حلقة جديدة والتحق به عمرو بن عبيد، وبذلك سمي بالمعتزل، وسميت مدرسته بالمعتزلة، وقد أنشعبت فيما بعد الى اثنتين وعشرين فرقة.

لماذا علم الكلام؟

حينما تعرضت ثقافة المسلمين الى الارتجاج وسادتها الفوضى نتيجة الظروف السياسية والاجتماعية؛ سيما بعد مقتل الخليفة الثالث، ظهرت على الساحة


[1] () الخياط، كتاب الانتصار ص 118/ الشهرستاني، الملل والنحل ص 17/ عنهما: تاريخ الفلسفة الاسلامية ص 79.

نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست