responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 225

وكرَّم اللهُ .. الانسان:

نعم .. نعتقد نحن المؤمنين بالله أن للعوامل المحيطة بالانسان تأثير لا يخفى، ولكنه ليس تأثيرا مطلقا. وهذا التأثير من الممكن أن يحيد بالمخلوق عن الجادة الصواب، إلا أن الله جل جلاله الذي خلق المخلوق أعلم بخصوصياته وقابلياته؛ هذا الرب العظيم هو ذاته أمر الإنسان بمقاومة ما يؤثر فيه من محيط، لأن الأمل كبير جدا في الانتصار على المؤثرات.

إن القرآن الكريم يقول: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ (الانسان/ 3) ويقول أيضاً: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ (الاسراء/ 70 (ويقول كذلك: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين/ 4) فيا ترى ما هي الهداية ولماذا؟ وما هو التكريم ولماذا؟ وأين أحسن التقويم المشار إليه ولماذا؟ ... ثم يخاطب الله العظيم الانسان بقوله: يَآ أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيه (الانشقاق/ 6) فلماذا هذا الكدح، ومن أين يبدأ، والى أين يختتم؟

فإذا كان الانسان قد خلق مجبرا فما معنى التكريم؟ وإذا كان مجبراً فإلى من هداه الله ولماذا؟ وهذا التقويم الأحسن أين موقعه من الانسان- الآلة؟!

كلها أسئلة لاتجد لها إجابة في أوساط القائلين بأن الانسان خلق مجبرا، أو أنه خاضع لقهر العوامل المحيطة به. فكل المذاهب الوضعية، وكل الفلسفات البشرية تسلب الانسان قدرته وكرامته وحريته ومسؤوليته تجاه ربه ونفسه والكائنات التابعة له.

إذاً؛ فتوحيد الباري تعالى يمنح الناس الحرية والكرامة، فيما يؤدي الشرك بالله العلي العظيم الى عبودية الانسان للطبيعة، والاقتناع بحتمية وقاهرية ما يحيط

نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست