شؤونهما، تفرّقهما حدود ابتدعها رجلان دخيلان من الكفار لتحكيم القاعدة الاستعمارية المطّردة، (فرّق تسد).
ثم ذهب الرجلان، وولَّى معهما الاستعمار العسكري، ولكن بقيت رواسبه قائمة حتى اليوم تعيث في الأرض الفساد، وتُبقي جرثومة الفساد في الديار.
وكان المرتقب من المتحررين أن ينطلقوا من كل رذيلة واكبت الاستعمار الغاشم الأثيم، ولكن لستُ أدري، كيف ظل مفهوم الحدود شيئًا معقولًا خضع له غير واحد من الحكام والثوّار؟ فلا زال حتى اليوم يفرّق الوحدة المحمّدية التي حققها القرآن، لتعود البلاد إلى جاهليتها الأولى.
وبينما كانت حلقات الفكر تدور في خاطري كنّا نضرب في الهضاب والبطاح، فحيناً نعلو جبلًا وحيناً ننحدر في وادٍ عميق.