ثم ولمّا أصبح الصباح وأخذ جيش النور يتغلّب على الظلام المطبق، وأخذ الحجاج يتهيؤون للرحيل، وقد صلّينا صلاة الفجر وجلسنا نجمع الحصى للجمار الثلاث حيث يستحب التقاطها من المشعر ليرمي الحاج جمرة العقبة فور وصوله إلى وادي منى، لأنه يعتبر تحيّة للوادي. ولمّا أشرقت الشمس طالعة من الشرق في سلطانها وهيبتها تغمر الكون بالنور الجميل، فأفاضت على الصحراء المنبسطة .. وهضباتها المرتفعة، حلّة ذهبيّة قشيبة، أفضنا إلى منى في ذلك الحين.
ثم يأخذ الحكيم عزّ وجلّ في بيان طريقة ذكر الله بعدما انقضى الواجب وأفاضوا إلى وادي منى، فيقول: فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا