responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شهر رمضان بصائر و احكام نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 34

وللأسف فان هناك من بيننا من اتبع الجاهلية، ولذلك فهو يقرأ القرآن دون أن يتأثر قلبه، وكأن هذا القلب تحول إلى حجارة.

إن العمل الصالح هو الذي يجعل قلوبنا أوعية صالحة لدرك حقائق القرآن الكريم، فلا يستطيع الواحد منا أن يصل إلى مستوى من الوعي والتقوى إلا من خلال العمل الصالح، وإلّا فمن المستحيل أن يجعل الله سبحانه وتعالى ذلك الذي لم يعمل الصالحات في مستوى واحد مع ذلك الذي اجتهد وعمل في شهر رمضان. فالله عز وجل إنما خلق السماوات والأرض بمقياس الحق، وأعطى لكل ذي حق حقه. أما أن يتفضّل تعالى على الإنسان عبثاً، ومن دون عمل واجتهاد، فان هذه فكرة باطلة.

وبناء على ذلك، فان علينا أن نعوِّد أنفسنا على الكدح والتعب، وعلى مقاومة جاذبية الراحة، والشهوات. فعلينا أن نتحرر من هذه الجاذبية ونبتعد عنها، وشهر رمضان المبارك هو افضل فرصة لذلك.

وعلينا أن نتذكر في هذا المجال أننا لا نستطيع أن نخترق الحاجز النفسي في قلوبنا حتى لو حصلنا على الوعي، والثقافة الرسالية السياسية. فهذه الأشياء وحدها لا تكفي، فالإيمان على نوعين؛ مستقر، ومستودع. والإيمان المستقر هو الذي يدخل القلب، ويخترق الحواجز النفسية. ولذلك فإننا نقرأ في أحد أدعية شهر شعبان:" اللهم صل على محمد وآل محمد واعمر قلبي بطاعتك، ولا تخزني بمعصيتك" [1]. فالطاعة الحقيقية هي التي تدخل في القلب، وتعمره.

أما النوع الآخر من الايمان، فهو الايمان المستودع الذي يشبه الأمانة التي يجب أن تسترد من المؤتمن عليها. ومن المعلوم ان مثل هذا الايمان، من الممكن في أية لحظة أن يسترد منا.


[1] - مفاتيح الجنان، من أدعية شهر شعبان.

نام کتاب : شهر رمضان بصائر و احكام نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست