أما البركة الثالثة التي ننعم بها على المائدة الرمضانية الكبرى التي دعينا لها، فتتمثل في أن القائمين بهذه الضيافة الذين يأتوننا بمائدة الله ورحمته هم أهل بيت النبوة والرسالة عليهم السلام أجمعين. ولذلك ينبغي أن نوجه قلوبنا إليهم، ونزداد حباً لهم، ومعرفة بهم، وتسليماً لهم، وأن نهتم باللجوء إليهم، فليس صحيحاً أن ننسى ذكرهم في شهر الله الفضيل.
وكما ورثنا حب أهل البيت وولايتهم من آبائنا وأجدادنا، ونشأنا وترعرعنا وتغذينا بهذا الحب وبهذه الولاية، فاختلطا بدمنا ولحمنا، فلا بد من أن نؤدي هذه الأمانة إلى أبنائنا وأحفادنا كما أداها لنا الآباء والأجداد، فنزرع في نفوسهم حب اهل البيت والولاية لهم، حتى يقوموا بدورهم بهذه المسؤولية تجاه الأجيال القادمة.
وعلى خطبائنا الكرام أن يركزوا في موسم التبليغ الرمضاني على قضية الولاء لأهل البيت عليهم السلام بكل أبعادها، وبما يروي شجرة حبهم، ويرسخها في قلوب مواليهم وشيعتهم؛ كأن يتحدثوا عن فضائلهم ومناقبهم ومواقفهم الرسالية، وصبرهم واستقامتهم ومظلوميتهم التاريخية المستمرة إلى يومنا هذا. ذلك لان كل ما يتوارد علينا من مصائب وكوارث، إنما سببه إبتعادنا عن أهل البيت، ومنهجهم وصراطهم السوي.
آثار حب أهل البيت
إن معرفة الأمة لأهل البيت عليهم السلام من شأنها أن تخلق لديها الوعي بالحقائق، وتجعلها تختبر المواقف، فتميز الحق عن الباطل، والصالح من الأمور عن طالحها. علماً إن لتربية الناس على حب وولاية أهل البيت من قبل خطبائنا، وعلمائنا، ومثقفينا آثار وإبعاد عظيمة في حياة الإنسان المؤمن الموالي، منها: