responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفقه الإسلامي دراسة استدلالية في فقه الخمس و أحكام الإنفاق و الإحسان نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 65

إذا كانت المعرفة مرتكز الإيمان، فإنّ الإيمان مرتكز الإنفاق، إذ لا قيمة لإنفاق بغير إيمان، ولغير وجه اللّه.

والإيمان ليس فقط يوجّه الإنفاق إلى أهدافه الصحيحة، ويجعله ضمن منطلقاته ودوافعه المطلوبة، بل هو الذي يعطي الإنسان- أيضاً- الإرادة على تجاوز حرص النفس وشحّها، وتحدي الضغوط المعاكسة. فالمؤمن يعطي في سبيل اللّه لاعتقاده بأن ذلك يؤدي إلى النماء، وإلى الجنة، و إلى رضوان اللّه وهو الأهم، فلا يعتبر إنفاقه خسارة، بل هو ربح في الواقع والمستقبل، ثم هب أنّه لم يحصل على نماء في الدنيا فإنّه سوف يجد أجراً كريماً في الآخرة.

ومن الحوافز الموضوعية إلى الإنفاق- بالإضافة إلى الإيمان- هو المعرفة الراسخة بأننا لا ننفق من عند أنفسنا، إنّما ننفق من ملك اللّه الذي استخلفنا فيه، فلماذا الشح ما دام الآمر بالإنفاق هو اللَّه المالك؟. لذلك يؤكّد القرآن قائلًا: مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ.

وقد قيل في مُسْتَخْلَفِينَ معنيان:

الأول: إنّ الإنسان يأتي خلفاً لسلف في الملك، فيكون المعنى: أنفقوا من قبل أن يستخلف اللّه أحداً غيركم بإماتتكم، أو نقل مالكم إليه.

الثاني: إنّكم لستم الذين تملكون الأموال حقًّا، بل اللّه هو المالك لها، وإنما أذن لكم بالتصرّف فيها، وخوّلكم صلاحية العمل فيها، كما لو كنتم خلفاءه فيها.

وكلا المعنيين سواء في التحريض على الإنفاق.

فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ، أما الذي يؤمن ولا ينفق فإنْ كان امتنع عن الإنفاق الواجب فله العذاب، وإن كان قد ترك الإنفاق المندوب فإنّ أجره لن يكون كأجر المنفقين.

4- عقبى الرياء في الإنفاق

المترفون من طبقة الأغنياء ينفقون المال، ولكن لمن؟. ولماذا؟.

إنهم ينفقون المال لأولئك المتملقين الذين يُكيلون لهم الثناء الباطل بغير حساب،

نام کتاب : الفقه الإسلامي دراسة استدلالية في فقه الخمس و أحكام الإنفاق و الإحسان نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست