ومن مصارف الإنفاق ما تحتاجه الأمة من الإعداد للحرب، والذي يعني عدة أمور:
الأول: الاستعداد للمستقبل، وألَّا يكون العمل في لحظة الحاجة فقط.
الثاني: أن يكون هذا الاستعداد بالنشاط المكثَّف الذي لا يدع إمكانية، ولا مقدرة، ولا جهداً، ولا فرصةً، إلَّا وتُستغل من أجل بناء القوة الذاتية.
الثالث: أنْ يكون الهدف هو التغلّب على كل نقاط الضعف، وكل الثغرات الأمنية والاجتماعية. وكل ذلك بحاجة إلى الأموال، كما هو بحاجة إلى الخطة الحكيمة والعمل الدائب.
وهكذا يأمرنا ربُّنا بتقوية أنفسنا بما نملك من استطاعة، أي تحويل طاقاتنا الكامنة في أنفسنا إلى كيان واقعي. يجب أنْ يتحوَّل الفكر والعقل إلى علم وخبرة، والخبرة إلى أبنية، وعمارات، وفنادق. وكذلك المقدرة الجسدية يجب أنْ تتحوَّل إلى أسلحة، وأدوات، وصناعات مختلفة.
كما إنّ البرامج الفكرية الإسلامية يجب أنْ تتحوَّل إلى قوة اجتماعية متماسكة.
أمّا المعادن والذخائر، فيجب أنْ تتحوَّل إلى قوة اقتصادية وثروة مالية.