responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في القرآن الحكيم نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 56

بقدرته الدائمة على الكون، وقال: ان الله- تعالى عما يشركون- هو في درجة عالية من الوجود، اما الخلق فهو في درجة دانية، وليست عملية الخلقة سوى نزول من الدرجة العالية الى درجة دانية، وهؤلاء هم الفلاسفة المشائيون ومن اتبعهم من المتكلمين.

وفريق آمن بعلم الله بكل شي‌ء، وقدرته على كل شي‌ء، ولكنه جرّد الله- سبحانه- من عظمته، فقال: ان كل شي‌ء هو الله؛ بلا فرقٍ بين كبير وصغير وجليل وحقير، ولا فرق ابداً بين الله وخلقه. بل مفهوم الخلق حجاب بين الله ونفسه سبحانه لان الله ليس غير خلقه.

وهؤلاء الرواقيون ومن ضاهأهم من مذاهب الفناء الصوفية.

وجاء القرآن بمذهب جديد يمثل التوحيد النقي من الشرك والجحود، فقال سَبَّحَ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ (الحديد/ 1- 2)

وقال يُسَبِّحُ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ‌ (الجمعة/ 1).

والتدبر في هاتين الآيتين يهدينا الى الحقائق التالية

1- إن كل شي‌ء يُرى في السماوات والارض شاهد على تقدس الله، وتنزهه عن مشاركة مخلوقاته في صفة الذل والعجز والتحول.

2- وهو من جهة اخرى ليس بعاجز عن التأثير في خلقه، بعلوه عنهم وتقمصه المرتبة الشديدة من الوجود، كما قال الفلاسفة الذين‌

نام کتاب : بحوث في القرآن الحكيم نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست