فإذا كان القلب يغمره السلام والأمن، كانت تصرفات الإنسان وسكناته
تعبر عن الارتياح والاطمئنان الذاتي، فتراه يبحث لنفسه عما يصلحها وينفعها ويدفعها
إلى التطور، هذا أولًا.
أما ثانياً: فإنه سيعاشر مَن حوله من الأقرباء كزوجته وذريته وإخوانه
وأصدقائه وكافة أفراد محيطه، سيعاشرهم بسلامٍ خالٍ من البغي والظلم والتكبر.
وثالثاً: ستراه ينشر بأقواله وأفعاله تفاصيل الأمن والسلام في مجتمعه
وبيئته وأرضه وفضائه، ومع كل النعم التي أسبغها الله سبحانه وتعالى عليه.
فلما كان الله تبارك اسمه هو السلام، فإن الإنسان حينما يعبد ربه
ويحبه، فإنه سيعيش حالة السلام بأروع صورها، وذلك عائد إلى أن الله سيسكن قلبه.
وإنها لصورة رائعة أن يتخذ الله عز وجل من قلب المؤمن بيتاً، فترى
هذا العنصر المؤمن يعيش الأمن مع الله، وخلق الله، من أرض وسماء وهواء وطبيعة
وبشر. وهذه المعيشة الآمنة من شأنها أن تتوسع شيئاً فشيئاً لتشمل القريب والبعيد،
والحي والميت، حتى تكون علاقاته إيجابية في كل شيء.
وهذا الواقع ليس عجيباً او غريباً على المؤمنين، ماداموا قد استجابوا
لدعوة ربهم إلى صناعة الأمن والسلام، وتفاعلوا مع الأحكام الشرعية التي هي الأخرى
مهمتها تأمين السلام وحالة الأمن.