بماذا ننمي في أنفسنا صفة الصبر، وكيف نستطيع أن نصمد أمام المشاكل
والتحديات؟ وما هي القواعد والأسس القرآنية التي تمنحنا هذه الصفة المثلى؟
إن الإجابة عن هذه التساؤلات تفرض ضرورة تبيين حقيقة أن الصبر يعني
تجاوز الحاضر، والنظر إلى المستقبل فكلما كان التركيز على المستقبل وتجاوز الحاضر،
كان مستوى الصبر والصمود اكبر فائدة وأعظم تأثيراً.
وبين هذا وذاك، نجد أن من صفات الفرد المؤمن أنه لا يتجاوز الوضع
الراهن الذي يعيشه بآلامه ومشاكله، وينظر إلى المستقبل الذي يصنعه بنفسه ويوفقه
الله إليه فحسب، وإنما نراه يعيش أُفق المستقبل الغيبي؛ أي أنه يكرس اهتمامه
بمستقبله في الدار الآخرة، ولذلك فإنه يرجو من الله مالا يرجوه غيره.