responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في رحاب القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 57

حبّ القرآن‌

(الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* الْحَقُّ مِن رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) [1]

يتعامل الفرد المؤمن مع القرآن، كما يتعامل الإنسان السوي مع أبنائه. فهو يعرف القرآن كما يعرف ذريته، ذلك لأنه لا يحب شيئاً أكثر من محبته لأولاده، بل حتى أنه يحبهم أكثر مما يحب نفسه .. والقرآن يضرب للناس الأمثال.

كلما ازداد الحب لله، كلما ازداد الحب لكتابه، وبمقدار ما يتعمق الحب للكتاب تعمقت في النفس آداب الاهتمام به. فإذا قرئ كتاب الرب، استمع له المؤمن وأنصت، وتدبّر وركز في قلبه معانيه الحكيمة، لأنه يحبه.

إن الحب أعلى وأسمى علاقة قد تربط بين الإنسان وما حوله، فهو قد يحترم شيئاً، ولكنه ليس بالضرورة أن يكون قد أحبه. وقد يستفيد من شي‌ء وينتفع به، ولكنه قد لا يحبه. ونحن نرى من يستفيد من سيارته أو بيته أو متاعه، إلّا أنه لا يحب هذه الأشياء حتماً. أما إذا أحب المرء شيئاً، فإنه ليس سيستفيد منه فقط- بل قد لا يستفيد منه مطلقاً- وإنما سيضحي من اجله بما عنده أيضاً.

ومن هذه الزاوية ترى قلوب المؤمنين الصادقين حال رؤيتهم أو قراءتهم أو استماعهم لكتاب ربهم خاشعة تهفو إليه بلهفة،


[1] البقرة/ 146- 147

نام کتاب : في رحاب القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست