إن القرآن كتاب حي، نزل من عند الله الحي القيوم المهيمن عليه، وهو
ليس كتاباً كسائر الكتب، إنما فيه ما يحتاج بنو البشر بتوفيق الله الذي أرسل
الكتاب فهو الرقيب والشاهد عليه، وهو الذي يقلب القلوب والأبصار، وهو الذي يبعث
النور الى الأفئدة ليفهم الناس القرآن.
إنه وحي متصل غير منفصل عن مصدره، إذ لا يزال يتنزّل ولا يزال القلب
المؤمن المستضيء بنور الإيمان وضياء الرحمن يتلقاه من منبعه المقدس.
ومن هنا نفهم أن كتاب الله ليس كسائر الكتب، وأن فضله عليها كفضل
الله على خلقه. ومن هنا نستوحي فريضة توجهنا إلى البارئ عز وجل حين تلاوتنا لكلام
خالقنا، وأن