كانت ليلة القدر المباركة وما تزال ليلةً لولادة القرآن الكريم، فقد
أنزله مرةً ثم أنزله مرات، ولهذه الليلة كل الفخر على سائر الليالي. ولم يكن شهر
رمضان ربيع القرآن، إلّا لأن فيه ليلة القدر، ليلة قال عنها ربنا عز وجل
(إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) أي أن فيها
تتنزل الملائكة تنزيلًا بالبركة على الإنسانية جميعاً، لأن فيها ولد القرآن؛
الكتاب ذو البركة والرحمة والعطاء والعناية الإلهية. ففي هذه الليلة يبارك الله
للناس بالعطاء والرحمة أيضاً، وذلك لشرف القرآن الكريم.
وكان لابد- لدى الحديث عن القرآن- أن نتحدث عمن أُنزل عليه القرآن
ألا ترى أن ربنا سبحانه وتعالى يحدثنا في سورة الدخان عن الكتاب وعمن أُنزل عليه
الكتاب، تبعاً إلى أن رسالة السماء لم تنزل في قراطيس، ولم تنزل كما ينزل المطر،
وإنما