فلعل أرقى أمنيات الإنسان السوي هي العيش ضمن حياة طيبة، وأن تكون له
ذرية طيبة، وعاقبة طيبة في الآخرة. وهذه الأمنيات الشريفة السامية لا يمكن تصور
تحقّقها دون السير في الطرق الآمنة، التي يقول القرآن عنها بانها
(سُبُلَ السَّلَامِ) أي طرق الله غير الملتوية.
ومن اتبع وقصد رضوان الرب، ضمن السير في الطرق النزيهة، وكان حقاً
على الله أن يخرجه من الظلمات إلى النور؛ الظلمات التي قد تتجسد بالأخلاق السيئة
وبالظلم والانانية والعصبية وبالجهل والفساد، والنور هو نور الرحمة والإحسان
والكرم.
فهل اطمأنت نفسك إلى هذا الوعد الإلهي المثير وصدّقت بما يريد القرآن
لك من سعادة في الدنيا والآخرة؟ بل هل تخيلت- ولو للحظة واحدة- وجودك في أمة نقية
من الاخلاق السيئة والظلم والانانية، ملؤها النور والرحمة والكرامة؟!