لقد جمعت رسالة الإسلام شتات أمة، فصنعت منها الحضارة الأقوى في العالم.
فقد كان العرب قبل الإسلام يعيشون في مناطق متناثرة من أرض الجزيرة العربية
وأطرافها، فحولهم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في مدة قياسية جداً إلى أمة
شاهدة على الناس بالقسط والعدل.
فالقرآن الكريم يفجر في الإنسان طاقاته، ويلملم شتات البشرية تحت
راية واحدة، لا سيما وأنه كتاب حيٌّ ينبض بالفاعلية والروح إلى يوم القيامة.
فالله سبحانه وتعالى وعد الإنسان بالثواب وتوعّده بالعقاب؛ بمعنى أن
الخالق المتعال لم يخلق الإنسان ليفنى، وأنه لم يجعل حدوده في الدنيا، إذ هذه
الأخيرة ليست إلّا وسيلة من وسائل بني البشر، ليرقوا بها إلى ما هو أعلى وأرقى.
وحينما يفتح القرآن مثل هذا الأفق الواسع أمام الإنسان، فإنه يبعث
فيه الروح والعزم والإرادة، ثم إنه يدعوه إلى الجهاد، هذه الفريضة المقدسة التي لا
تعني القتال فقط، بل هي تعني بذل المزيد من الجهد في كافة مناحي الحياة؛ فهي تعني
الإنفاق