بذل كل جهوده لنشر هذا العلم المقدس في صفوف المجتمع، حتى يكون الناس
قرآنيين في عقائدهم وتقاليدهم وعاداتهم وأعمالهم، لئلا يكون هذا القرآن مهجوراً
كما هو عليه الآن، حيث نرى الجاهلية القديمة والجاهلية الحديثة قد تظافرتا للقضاء
نهائياً على ما تبقى من حس قرآني بين الناس.
على الرغم من تطور البشرية عبر العصور على صعيد العلم والادراك
والوعي وغير ذلك، إلا أن القرآن الكريم قد أنزله الله تبارك وتعالى لكل الناس وفي
كل العصور. وهذه الحقيقة الساطعة تعتبر معجزة من معاجز القرآن الكبرى، حيث أن من
طبيعته مخاطبة كل إنسان، مهما تفاوت مستوى استيعابه واختلف زمانه، لأن القرآن كتاب
فيه ظاهر وباطن، ولباطنه بطون وكلما تضاعف علم المرء ومعرفته، كلما تعمق في القرآن
أكثر.
ففي الوقت الذي يفهم الإنسان الساذج البسيط من النص القرآني شيئاً
ومعنىً معيناً، نجد العالم والمثقف يفهم شيئاً