من المؤكد أنّ نهم البطن، وعطش الكبد لا يضرّان بالإنسان بقدر ما
يضرّه نهم الروح وعطش العقل وحاجة الضمير، فأرواحنا تبحث دوماً عن بَرد اليقين،
وعقولنا ظمأى إلى العلم والمعرفة، ونفوسنا بحاجة إلى السكينة والاطمئنان.
إنّ القرآن الكريم هو مصدر هذه السكينة، وهو الكفيل بأن يروي ظمأنا
وتعطشنا إلى العلم والمعرفة، وللأسف فإننا نعيش على شاطئ هذا الكتاب العظيم، وفي
وسط رياضه ولكن البُعد بيننا وبينه كالبُعد بين الأرض والسماء، وإنها لمأساة كبرى
علينا أن نبحث عن حل للقضاء عليها قبل فوات الأوان، فنحن نعيش كل يوم آلاف القضايا
التي تضغط علينا باتجاه الحل ولكننا لا نعرف لها حلًا، وضمائرنا ملتاعة تبحث عن
وجدان ديني يزيل اضطراب قلوبنا ولا نجد هذا الوجدان، فننهزم أمام شهواتنا ونعلم
أننا قد انهزمنا، وأنه كان من المفروض أن لا ننهزم، ونعلم أن البطولة هي في مصارعة
النفس، وهكذا نظل ندور في هذه الدائرة المغلقة.
لنكون قرآنيين
إنّ الذي يعطينا القوة هو القرآن، والذي يغمرنا بالسكينة هو القرآن،
فلماذا بيننا وبين هذا الكتاب هذه