وبالإضافة إلى ذلك فإن الإنسان يملك نوراً في قلبه نسميه (العلم) وهو
أشبه شيء بالعين التي يرى بها الإنسان، وهذا الإنسان يحتاج إلى مقدار من الإرادة
يوجه بها هذا النور على الأشياء ليكتشفها، فالإنسان الذي يريد أن يرى شيئاً عليه
أولًا أن يريد، ويصمم، ويعزم، فالتعبيرات تختلف ولكن حقيقة الأمر هو توجّه الإنسان
باتجاه الحقيقة التي يريد أن يكتشفها، أما الإنسان الذي لا توجّه له فإنه سوف لا
يبصر الحقيقة، وهذا الإنسان هو الذي يُصاب بزيغ البصر، لأن إرادة الرؤية مفقودة
عنده، لأن هناك أشياء أخرى قد شغلته عن الرؤية كالخوف الذي يستبد به، والذعر الذي
يسيطر على ذهنه، ومثل هذه الهواجس وغيرها لا يمكن أن تدعه يفكر في الرؤية.
وهكذا فإن إرادة الإنسان عندما تنشغل بشيء فإنها ستنشغل عن سائر
الأشياء فيصبح إنساناً ذا بُعد واحد، فعند وجود مقدار من الغرور، أو مقدار من أي
شهوة أخرى عند الإنسان فإنه سيتوجه إلى هذه الشهوة، والقلب الذي يتوجه إلى نقطة
بعيدة عن الحقيقة سوف لا يفهم شيئاً.
وللاسف فإننا أبعد ما نكون عن القرآن الكريم وعن كنوز العلم والمعرفة
الكامنة فيه، في حين أن الغربيين فطنوا إلى قيمة القرآن ففتشوا فيه عن أفكار
جديدة، فما