كيف نفهم القرآن؟

لا شك إنّ فهم القرآن الكريم يختلف عن غيره من الكتب، لأن القرآن كما نعرف ذلك جميعاً هو كتاب الله التشريعي، في حين أن الطبيعة مثلًا هي كتاب الله الحقيقي. فالإنسان القادر على إكتشاف القرآن هو القادر على إكتشاف الطبيعة، والعكس صحيح، فالذي يستطيع إكتشاف الطبيعة يستطيع أيضاً إكتشاف القرآن، وبالتالي فإن الإنسان إذا بلغ مستوى عالياً من النضج الفكري الواعي، سيصل أيضاً إلى مرحلة من النضج الفكري والمنهجي تؤهله لفهم القرآن.

التعلّم للعمل‌

ومع ذلك فإن هناك قواعد منهجية يجب أن يتبعها الإنسان لفهم كل حقيقة ومن بينها القرآن، والملاحظة المهمة التي نريد أن نشير إليها هنا هي أن الإنسان يجب عليه أن يتعلم للعمل، أمّا إذا أراد أن يتعلم لغير العمل فإنه سوف لا يبلغ المستوى المقبول من العلم، كما أنه على الإنسان أن يتعلّم ليكون متعلّماً ليس إلّا، وأن لا يداخله أي نوع من الكبر والغرور؛ أي عليه أن يتدبر ويبحث مجرداً نفسه من النوايا الدنيوية، فإن خالطت نيته ذرة من الكبر والغرور