القرآن إلى سلاح ضد أهوائنا وشهواتنا وضد كل من يريد استعمارنا واستغلالنا؟

ضرورة معرفة قيمة القرآن‌

للإجابة عن هذين التساؤلين المترابطين لابد أن نقول قبل كل شي‌ء: إننا يجب علينا أولًا أن ندرك ونعرف قيمة القرآن، فمن حفظه وقرأه دون معرفة مسبقة به فإن هذا القرآن سوف لا يعطيه شيئاً، فالذي يجهل حق القرآن فإن القرآن سيجهله وينساه بدوره، بل إن هذا الكتاب سوف يتحول إلى ضلالة بالنسبة إلى من يجهل حقه، كما يشير إلى ذلك تعالى في قوله: [وَ لَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً (82)] [1].

أما بالنسبة إلى المؤمنين فإنّ القرآن شفاء وضياء ونور وهدى، فهم يزدادون إيماناً وتقوى بالقرآن ولكنه بالنسبة للآخرين ضلالة وحجاب وخسارة وتوغل في الفساد، لأنهم لم يعرفوا القرآن، فالذي يأتي إلى إمام من الأئمة أو رسول من رسل الله وهو لا يعترف بإمامته أو نبوته فمن الطبيعي أنه سوف لا يكتسب من هذا الإمام أو الرسول أيّ هدى بل سيزداد ضلالة بدل أن يزداد نوراً وهدى لأنه لا يعترف بهذا الإمام أو الرسول. والتأريخ يشهد لنا بهذه الحقيقة فقد كان حول الرسول (ص) منافقون بنص القرآن الكريم ومع ذلك فقد كانوا بعيدين للغاية عن هدى الرسول رغم أنه كان يعيش بين ظهرانيهم.