كيف يستطيع الإنسان إختراق دفاعات الأعداء، ويحطم الحصار المفروض على
نفسه وعلى عقله ومعارفه؟
لا ريب إنّ أمضى الأسلحة يتمثل في العقل المضاد للهوى، والعلم المضاد
للجهل، والهدى المقابلة للضلالة، وهو أيضاً القرآن الذي يجأر إليه الإنسان عندما
تشتد به الفتن، والذي يتلوه الإنسان المؤمن عندما يجد نفسه تكاد تنهار، ويستعيذ به
المجتمع الإسلامي عندما يرى نفسه محاصَراً من قبل الأعداء.
إنّ هذا القرآن هو ذلك المنجي، وذلك الكهف والمأوى والنور والضياء،
وهو سلاحك ضد عدوك الداخلي الذي هو الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء، وضد أعدائك في
الخارج، فالسلاح الماضي هو هذا السلاح الحاسم القوي المقتدر.
وللأسف فإننا قد لا نستطيع في بعض الأحيان الاستفادة من هذا السلاح
والانتفاع به، فالقرآن بين أيدينا ولكن الشيطان في أنفسنا، وغشاوة الهوى على
أبصارنا، وبلادنا مقهورة؛ تتبع الآخرين، وتطيع الطغاة، والذلة على رؤوسنا، فكيف
يمكن لنا ونحن مع القرآن أن نعيش