والظروف الصعبة التي نمر بها هي حالة الاستثناء في حياة الأمم،
فلابدّ من زوالها، ولابد من انقراض الظلم، وذهاب الليل، ومجيء الصبح، ثم علينا أن
لا نستعجل حصول هذا المطلب، فالسنن الإلهية تعمل عملها، وربما يدركنا الأجل ونحرم
من إشراقة ذلك اليوم، ولكن علينا أن لا ننسى أن الحياة لا تنتهي بموتنا وذهابنا،
بل هناك أجيال قادمة هم أولادنا الذين سينعمون بالحرية والسعادة.
فالأيام إذن هي محك الرجال، وهي التي تكشف عن معادنهم، وهي التي
تميِّز ذوي العزائم الثابتة من ذوي الهمم الخائرة.
علينا أن لا نستعجل النتائج
وللأسف فإن البعض منّا يتصور إنّ الثمار تنضج في ليلة وضحاها فيستعجل
قطفها، فهم يريدون أن يتم كل شيء بسرعة هائلة، ويريدون بلوغ الأهداف وتحقيق
الآمال في وهلة زمنية قصيرة هي ساعة في عمر الأمم والحضارات، ونحن نقول لهؤلاء
الذين فقدوا صبرهم: لماذا تخططون للأهداف من خلال إطار ضيِّق، كأن تحصروها في زوال
نظام متجبر معين، وتتجاهلون الآفاق التي تمتد عبرها الأهداف؟ أنتم اليوم تشاهدون
هذه الصحوة الإسلامية الواسعة، والتوجه نحو الإسلام الآخذ في الاتّساع يوماً بعد
آخر في العراق، ولبنان، وفلسطين، ومصر، والأردن،