الخوف والتردد اللذان يملان جوانحهم، فلا تجد لديهم روح الشجاعة التي
تجعلهم يُقدِمون، ويقتحمون المواقف، ويمضون في السعي نحو ما يطمحون إليه، ولو أنهم
جرَّبوا الإقدام والمضي دون خوف وبعد التوكل على الله تعالى، وقاوموا المعارضة
الاجتماعية لَلَمسوا بأيديهم النتائج الإيجابية، والنجاح في إقدامهم.
2 إستشارة ذوي الروح الشجاعة
والمعارضة الاجتماعية هي حصيلة روح الجبن، والتردد، والخوف المعشّشة
في المجتمع، فتجعله يتعامل مع المواقف المختلفة من خلال مفردات الهروب والفشل
والانطواء، وإنّ أولئك الذين ينصحونك بعدم الإقدام والمبادرة إنما هم أعداؤك من
غير أن تشعر أنت، ومن غير أن يشعروا هم أيضاً، فأنت لا تشعر وهم لا يشعرون أنهم
يعملون من خلال نصح كهذا على تحطيم ذاتك وشخصيتك.
ومن جميل الإشارات القرآنية إلى هؤلاء وأمثالهم ما جاء في سورة الناس
عندما يصفهم القرآن ب- «الوسواس» في قوله تعالى: [... مِنْ
شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي
يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ
الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ]، فهذا هو عملهم الذي يوسوسون من
خلاله في صدور الآخرين بأن يقولوا لهم: لا تفعلوا، لا تُقدموا، تجنَّبوا، إحذروا
.. وما إلى ذلك من عبارات التثبيط والإحباط، فلا همّ لهم سوى بعث الخوف والتردد في
قلوب العاملين.