أصبحت واضحة ولكنهم مع ذلك كفروا بها فجاءهم العذاب، وهذه سُنَّة
إلهية.
ترى كيف نطبق هذه السنّة الإلهية على أنفسنا؟ يجب علينا أن نطبقها
إذا كنّا على خطأ ثم جاء من ينذرنا بهذا الخطأ، وكان المنذِر هذا واضحاً وصريحاً
في إنذاره، وفي هذه الحالة علينا إذا ما لم نكف عن خطئنا أن نكون في انتظار
العذاب.
القرآن ليس ككل الكتب الأخرى
ولذلك لا يجوز لنا أن نقرأ القرآن كما نقرأ أي كتاب آخر، بل لابد أن
نقف عند كل آية منه ونحاول أن نطبقها على أنفسنا، فالقرآن الذي لا تطبقه على نفسك،
ولا تتعظ بآياته لا يمكن أن ينفعك بشيء، ونعوذ بالله أن نكون ممن تنطبق عليهم
الآية التي تقول: [وَ لَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً
(82)] [1].
فالقرآن شفاء ولكن للمؤمنين، أما الظالم فلا يزيده إلّا استكباراً
وضلالًا، وقد كان قوم نوح من هذا النمط كما يحدثنا نوح (ع) عنهم قائلًا: [فَلَمْ
يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً (6)]
[2] رغم أنه قد دعاهم إلى الله تعالى ليلًا ونهاراً.
ومن الأمور التي تُذكر في سورة نوح الكريمة فكرة أنّ الجزاء حق، وأنّ
البعث بعد الموت حق، فلماذا ينكر الإنسان البعث بعد الموت، هل لدليل عقلي أم لا؟
الأدلة العقلية