يَهْدِي لِلْحَقِ] [1]،
ثم يستأنف تعالى قائلًا: [أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ
أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ
كَيْفَ تَحْكُمُونَ] [2]، ثم يؤكد
تعالى هذه الفكرة في قوله: [وَ مَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ
إِلَّا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ] [3].
أهمية القرآن في فهم الحياة
بعد ذلك يؤكد سبحانه على أهمية القرآن، ويبيِّن دوره في فهم الحياة
قائلًا: [وَ مَا كَانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَ لكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَ تَفْصِيلَ الْكِتَابِ]
[4]، فالقرآن يحتوي على برامج واضحة لا ريب فيها، ومع ذلك فلابد لنا من
أن نطبقه على واقعنا، من خلال فهم هذا الواقع، وفهم التفسير المناسب لآيات القرآن
بشكل يجاري ويتناسب مع تطورات الزمن، وتغيرات الساحة.
وهكذا فإن باستطاعتنا أن نكتشف القرآن الكريم، وأن نعثر فيه على
ينابيع غزيرة لفهم الحياة التي نعيشها، وهذه مسؤولية كبيرة علينا أن نتحملها من
خلال بذل الجهود الحثيثة والمتواصلة في سبيل تطبيق الأحكام، والعبر، والقوانين،
والسنن القرآنية على مفردات العصر الذي نعيش فيه.