responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن حكمة الحياة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 120

ثم إن الآية السابقة تصرِّح بأن الدعاء هو سُلَّم تكامل الإنسان: [ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً]، ودعاؤنا ينبغي أن يكون دعاء العمق والضراعة، دعاء الإنسان العاجز المسكين الذي لا

يملك لنفسه ضرّاً ولا نفعاً، ومن دون الشعور بهذه الحقيقة يبقى الإنسان طاغياً شاعراً بالاستغناء: [كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى* أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى‌] [1]، فإن لم تُشعِر نفسك بذلك أمام الله تعالى، وبحاجتك إلى ملكوت قدسه وسلطانه ورحمته الواسعة فإنك طاغ.

الكون يرفض الطغيان‌

وعندما يقول تعالى: [إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ‌] [2] فهو يعني أن الطغيان شذوذ في هذا الكون، وأن كل ما في هذا الكون لا يحب الطغيان، وبالتالي فإن الطاغية مرفوض، ولابد أن يخرج من هذا العالم، فمسيرة الكون تسير باتجاه معاكس للطغيان والاعتداء شئنا أم أبينا، لأن هذا الكون قائم على أساس العدالة، وهذا هو الموقف الأول، أما الموقف الثاني فيتمثل في قوله تعالى: [وَ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا] [3]، فالله يعطي للأرض البركة، والحركة، والنمو، والتكامل بالاتجاه الصحيح، فلا يجوز لك أن تأتي لتفسدها.


[1] - سورة العلق/ 7 6.

[2] - سورة الأعراف/ 55.

[3] - سورة الأعراف/ 56.

نام کتاب : القرآن حكمة الحياة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست