ولنسأل أنفسنا: لماذا سبقتنا الأمم الأخرى؟ ولماذا تزداد الهوة اليوم بين ما يسمى بالبلاد المتقدمة، وما يسمى بالبلاد المتخلفة؟ هل السر في ذلك إيمانها، أم تضحياتها؟

إذا دققنا في الأمر اكتشفنا إن السر في ذلك يعود إلى مواصلة الجهد، والعمل، وهذا هو الطريق الوحيد لتقدمنا، إذ لابد أن يتحول كل واحد منّا إلى كتلة من الطاقات والقدرات، وذلك من خلال بذل الجهد، وتنفيذ برنامج جهادي مكثّف.

الصبر وآثاره الإيجابية

وبطبيعة الحال فإن هناك عقبات وعراقيل تعترض طريق العمل، فلابد لنا من الصبر، وهو لا يعني فقط أن تصبر في السجن مثلًا فهذا هو أضعف أنواع الصبر، بل المراد من الصبر هو الصبر العملي، وأن لا نتعجل النتائج، فقد نزرع الآن لنحصد بعد عشرين عاماً.

وفي هذا المجال يُروى عن موسى بن عمران (ع) أنه أتى ذات يوم إلى قصر فرعون هو وأخوه هارون وبيده عصاه فمنعهما الحراس من الدخول بحجة أن فرعون كان مشغولًا، فذهبا ثم أتيا في غد ذلك اليوم، ولم يسمح لهم بالدخول أيضاً وهكذا استمرت هذه الحالة بهما حتى انقضت سنتان بأكملهما، وفي إحدى المرات كان فرعون جالساً، فسمع لغطاً على الباب فاستفسر عما يجري فأخبر بأن هناك راعيين يأتيان إلى بابه منذ سنتين،