نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 83
ونمط آخر يقصد به عُبّاد الأصنام خاصة، وفي مقدمتهم كفار قريش. ولعل
من المشركين أيضاً من يُقحمون أنفسهم في الشرك الخفي الذي يعم ممارسة الرياء
واليأس من رَوح الله وأمثال ذلك.
إن كل هذه الديانات ستبقى في الدنيا، وسوف يختلفون فيما بينهم في
الدنيا، وسوف يُبتلى بهذا الاختلاف خلق كثير. أما في الآخرة فالأمر مختلف، حيث
فصلًا تامًّا حيث تتَّضح الحقائق. وهذا يدل على أن من الخطأ توقُّع
اهتداء هؤلاء كلهم إلى الحق في دار الدنيا، لولا أن الله كتب أن يُظهر للناس حجته
الموعود (عج) ليُقيم قيامة صغرى في عصر ظهوره الشريف، حيث يجمع الناس على الحق
والهدى.
ولذلك؛ لا ينبغي لنا أن نتنازل نحن عن مفاهيم القرآن وأفكار الحق من
أجل فلان وفلان، أو نتنازل عن بعض الحق لكسب ود هؤلاء أو أولئك، وقد قال تعالى
وَ لَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَ لَا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ[1].
ثم قال ربنا سبحانه
3- إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِ شَيْءٍ شَهيدٌ
هو الشهيد على كل شيء، وهو الحاكم على كل شيء؛ وهكذا فإن شهادته
حكم صارم على الجميع، سواء في الدنيا أو في الآخرة. وهو حينما يحكم، فإنما يحكم
بالحق والعدل. وهكذا كان علينا جعل