responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 69

وأنواعها ومادتها المتشكلة منها، كالماء واللبن والعسل وغير ذلك مما لا يعلمه البشر حتى الآن .. إشارة إلى نعمة الانشراح واللطف اللذين سيحظى بهما أهل الجنة .. هذا مضافاً إلى أن ذكر الأنهار في الآية للإيحاء بفيض الحياة وتواصل النمو والحركة في الجنان، مما يعني أن طاقة أهل الجنة وإمكاناتهم ستكون في نمو وتوسُّع دائمين.

- إِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ ما يُريدُ

ذلك لأنه غالب على كل شي‌ء ولا يعوقه عائق، وكيف يعوقه ما هو مخلوق له؟.

ويمكن القول: إن هذا القول الشريف سيتسق مع القول القرآني التالي مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللّهُ فِي الدُّنْيا وَ اْلآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغيظُ [1].

حيث إن الله يفعل ما يريد بما يتضمن من استجابته لدعاء المؤمنين، فهو ينفق من فيضه كيف يشاء، لا كما قالت اليهود بأن يد الله مغلولة، ولا كما تقول العلمانية بأن الدين لا يفي بمتطلبات الدنيا وأنه لابد أن يُفصل بينهما .. فهذه مجرد وساوس يُراد منها إبعاد الإنسان عن إرادة ربه.

بلى؛ إن الله تعالى مُنفق كريم ويفعل ما يريد، ولا إرادة فوق إرادته، حتى أن من القدح في القدرة الإلهية والأحدية الربانية القول بأن ثمة ما له القدرة فوق قدرة الله وإرادته ..

وبالتالي فإن الإنسان مُلزم بالركون إلى من هو القادر المطلق، وألَّا يستسلم للوساوس الشيطانية التي تدعوه إلى التنصل عن التوحيد والعبودية والدعوة لغير الله ومن هم دونه تبارك اسمه.


[1] سورة الحج، آية 15.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست