نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 31
عليه الضلالة. وحينما يكتب الله الضلالة على أحد، فإنه يسلبه نوره،
وأنى له الهدى إذاً؟.
أَوَلَيس الإنسان يرى بعينه ويسمع بأذنه، فإذا أُصيب بالصمم كيف
يسمع، ومن سُلِبَ بصره كيف يرى بعينه؟ كذلك الإنسان يهتدي بنور الله الذي في قلبه،
فإذا سُلِبَ منه هذا النور كيف يهتدي؟
ربنا تعالى يقول اللّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنُوا
يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذينَ كَفَرُوا
أَوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ
أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فيها خالِدُونَ[1].
ويقول تعالى في آية أخرى وَ الَّذينَ اجْتَنَبُوا
الطّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَ أَنابُوا إِلَى اللّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ
عِبادِ[2]. و في آية ثالثة فَمَنْ
يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللّهِ فقد استَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ
الْوُثْقى[3].
لقد أمرنا بأن نجتنب الطاغوت ونتحداه، وهذه هي معركة الإنسان
الأساسية. إنها معركة الانتماء؛ فهل تنتمي الى عالم رباني، إلى إمام هدى، إلى نبي
مرسَل، إلى كتاب مُنْزَل .. أما إن لم تنتمِ الى هؤلاء فقد انتميتَ إلى أعدائهم،
شئت أم أبيت؛ لأنه ليس هناك مسافة بين الحق والباطل، كما يقول الإمام أمير
المؤمنين (ع)
مَنْ لَا يَنْفَعُهُ الْحَقُّ يَضُرُّهُ الْبَاطِل
[4]. من لم يتمسك بحبل الله، فإنه يكون عرضة لعواصف
الشهوات وأعاصير الضغوط .. وبالتالي يصبح وليًّا لغير الله، ومن تولى غير الله
يكون هذا مصيره فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ. فالشيطان