responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 22

تفصيل القول‌

كفّتا ميزان هما الدنيا والآخرة، ونحن نجد الكفة الأولى ماثلة أمام أعيننا في كل حين، دون أن نجد الكفة الثانية إلَّا عبر آياتها وإشاراتها. وإنما يُستدل بالكفة الأولى لهذا الميزان على ما في الكفة الثانية، فإذا رجحت الكفة الأولى علمنا أن الكفة الثانية فارغة، أما إذا خفت الأولى وطفحت، علمنا بأن الكفة الثانية قد ثقلت.

كذلك الإنسان المؤمن؛ ينظر إلى الدنيا بخفة، ولا يرى ما فيها يسوى الشي‌ء الكثير؛ فإذا أُوتي منها لم يفرح بها، وإذا فاته شي‌ء منها لم يَأْسَ عليه، وذلك لتساميه وتعاليه عليها، ولفرط اهتمامه بما في الآخرة. وعلى عكسه الكافر والظالم والفاسق؛ ممن يصبُّ كل اهتمامه على ما في الحياة الدنيا ويغفل عما ينبغي أن يهتمَّ به من أمور الآخرة.

والقرآن المجيد يُشدِّد النظر إلى هذه الناحية، ويُصوِّر في الكثير من نصوصه الشريفة مواقف الآخرة، لحمل الإنسان على إعداد نفسه لذلك الزلزال العظيم الذي ينتظره في الآخرة، وللتأكيد له على أنه ملزم بمواجهة ضغوط الدنيا بما في الآخرة، ولذلك تجد النصوص القرآنية الشريفة كأنها الصاعقة تهز الوجدان الإنساني، ليتريَّث عن الإيغال في الغفلة، وليعود إلى رشده وفطرته، فينطلق في الحياة متزوداً بالتقوى والهدى والرشاد.

فيا ترى ما هي بصائر الآخرة في هذه الآية؟

الأولى: يقول ربنا سبحانه يَوْمَ تَرَوْنَها تأكيداً على أنّ كلًّا منكم وارد هذا المورد شاء أم أبى، فذلك اليوم مجموع له الناس جميعاً.

الثانية: في ذلك اليوم ولشدة أهواله تجد المرضعة التي هي الأم عادة،

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست