responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 176

فهم حين يُمكّنهم الله تبارك وتعالى في الأرض يُطالبهم بتحقيق تعاليمه. والله يُطالبهم بذلك لأنه عرف فيهم تجرُّدهم عن ذواتهم ومصالحهم الشخصية، واتِّخاذهم السلطة والقوة وسيلة إلى هدف مقدس .. ومثال ذلك ما روي عن عَبْدِ الله بْنِ الْعَبَّاسِ، إِذْ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (ع) بِذِي قَارٍ وَهُوَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ، فَقَالَ لِي: مَا قِيمَةُ هَذِهِ النَّعْلِ؟

قُلْتُ: لَا قِيمَةَ لَهَا.

فَقَالَ (ع)

والله لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ إِلَّا أَنْ أُقِيمَ حَقًّا أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلًا [1].

لأنه (ع) كان يعلم- وأراد أن يُعلِّم القادة الذين سيلونه- بأن السلطة التي وصلت إليه وستصل إلى غيره إنما هي مِكْنَةٌ وفّرها الله تعالى له، وهي بمثابة الأمانة في الرقاب، والله ناظر أبداً كيف تُحفظ هذه الأمانة وتؤدّي ..

5- وَ لِلّهِ عاقِبَةُ اْلأُمُورِ.

هنا إشارة كما يبدو لي- إلى أن المجتمع المسلم ليس مجتمعاً مثاليًّا كما قد يُفترض ويتوقع المجاهدون والقادة السياسيون، وإنما هو مجتمع إنساني .. وأنه ليس من الغريب أن تكون لدى أفراد الناس بصورة عامة صفات من الخير وصفات من الشر .. مما يُحتِّم أهمية اتِّساع صدور القادة الرساليين للهناة التي قد يجدونها في هذا المجتمع، وأن يعرفوا أن الجنة لن تتوفر في الأرض، وأن الدنيا برمتها لا تعدو أن‌


[1] نهج البلاغة، خطبة رقم 33.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست