ليس حج البيت مجرد رحلة جغرافية من بيت المؤمن إلى بيت رَبِّه، بل
إنها رحلة عُروج من واقع المادة إلى سماء الروح؛ ولذلك قد يبلغ المؤمن بالحج درجة
المُخبِتين الذين يتميَّزون بسمو عرفانهم، حيث يقول الله سبحانه في صفة المؤمن في
آية كريمة إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ
قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إيمانًا وَ عَلى
رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[5].
وإنما القلب يوجل خوفاً وطمعاً إذا هو آمن بالعقاب والثواب إيماناً
يكاد من فرط وضوحه وشفافيته يلامس نعيم الجنة وعذاب