نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 126
هذه المراسم، ومنها أعمال أيام التشريق وهي: قضاء التفث، ورمي
الجمرات، والوفاء بالنذر. والتفث هو ما علق بالحاج في رحلته الإلهية من أذى، فطال
شعره وأظافره وناله من الغبار. والشعث ما ناله في عرفات أو المشعر الحرام.
وقد ورد عن الإمام جعفر الصادق (ع)
ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ لِقَاءُ
الإِمَامِ
. [1] وقد نستفيد هذه البصيرة من قوله سبحانه وتعالى
حكاية عن قول النبي إبراهيم (ع) رَبَّنا إِنّي أَسْكَنْتُ مِنْ
ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيْرِ ذي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا
لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوي إِلَيْهِمْ وَ
ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ[2].
وقد ذكر الله في آية سابقة أنّ الناس يأتون إلى النبي إبراهيم (ع)،
ولم يقل عز وعلا: يأتون البيت الحرام. لماذا؟.
لأن الغرض من أداء الحج هو لقاء الإمام، وقد جعل الله النبي إبراهيم
(ع) إماماً للناس بعد مروره بامتحانات صعبة، فقال ربنا سبحانه
وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنّي
جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمامًا قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي
الظّالِمينَ[3].
وهذا يعني- فيما يعني- وجود إمام حجة على الخلق في كل زمان، وأن
إمامة الخلق لا تنتهي عند رحيل النبي (ص)، بالإضافة إلى التأكيد بأن فريضة الحج
فريضة حية، تتفاعل مع قضايا الأمة عبر إمامهم.