المنّة عليه، وباعتباره ملزماً بمجاراة الأجواء التي أرساها في مصر، فهو مُدان بتهم عديدة إن هو تمرَّد على كل هذه الاعتبارات .. وبالتالي؛ فإن فرعون يجد نفسه محقًّا إن لم يستجب لرسالة موسى (ع)، وكذلك له الحق في تعريض موسى للعقاب الذي يرتئيه.

ولكن فرعون غفل- أو تغافل- عن أن العدالة تقضي بأن موسى (ع) قد قدَّم بدوره جملة من الخدمات في مقابل السنين التي قضاها في مصر، وبالتالي فإن دواعي المنة عليه تنتفي؛ إذ المنفعة والخدمة كانت مشتركة ومتبادلة، ولا مبرر لإصرار فرعون على أن سِنِيَّ موسى كانت من أفضاله ونعمه.

بصائر وأحكام‌

لقد كان ديدن فرعون الطاغية أن يَمُنّ على رعيته، حتى إنه كان ينسب وجود كل شي‌ء إلى نفسه، باعتباره ربَّ الناس الأعلى، وذلك تعريضاً منه لهم لعملية غسل دماغ كبيرة، لردعهم عن التفكير بما يُضِرُّ به.