responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 532

وجودهم الشيطاني، فهم لا يستطيعون حتى التنظير المجرَّد عن هذه القيم والمثل الرائعة، وإنما حديثهم يفتقر إلى العمق، لإنكاره الوحي والعقل، كما ويتنافى مع الفطرة البشرية، وإنما يهدف إغواء البشر والتغرير به، ودفعه إلى حضيض الباطل. وقد قال الله تعالى أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فيهِ اخْتِلافًا كَثيرًا [1].

وصفة ثالثة للفكر الشيطاني تتجسَّد في كونه يتجاهل الغايات الوجيهة التي يفترض بابن آدم الطموح إليها والسير باتِّجاهها. وحيث أن الوحي يُصوِّر لأتباعه غاية أعمالهم ومعتقداتهم، وهي الجنة الخالدة، ورضوان الله الأكبر، فيما الشيطان استراتيجيته أن يأخذ بيد ابن آدم ليغدر به في منتصف الطريق، فيتركه حائراً في صحراء لا متناهية من الحيرة والضياع.

وانظر على ماذا يُربِّي النبي (ص) أصحابه؟. وعلى ماذا يُربِّي أبو جهل وأبو سفيان أتباعهما؟.

فتربية النبي (ص) كلُّها أخلاق فاضلة، وطموح إلى التقرُّب من الله تعالى. فيما التربية السفيانية تطفح بالأنانية، والجهل، والشبهات الشيطانية الباطلة.

وعليه؛ فلا سبيل لأن يُتَّهم القرآن بكونه مُنتجاً شيطانيًّا، إذ ليس للشياطين أن يدنوا من القرآن، وليس لهم أن يُفكِّروا في الاقتراب منه، لاسيما وأن من نزل بالقرآن، ومن نزل عليه القرآن، قد تم اختيارهم واصطفاؤهم من جانب الله تبارك وتعالى، كما مرَّ هذا الاصطفاء في منازل التكريم والكرامة الربانية كما هو معروف. فأنّى للشيطان أن يُحدّث نفسه بأن يمسَّ قداسة القرآن، والحال أن القرآن بناء، والفكر


[1] سورة إبراهيم، آية: 26.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 532
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست