responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 423

والمعنى هو: أن شهوة الإنسان لا ينبغي أن تكون هي المسيّرة له، وإنما المطلوب هو اتِّباع سُنَّة الله فيها؛ أي أن يستخدم الشهوة الجنسية كإحدى حاجاته الطبيعية في استمرار المعيشة، لا أن يعيش ليُمارس شهوته الجنسية بكل اتجاهاتها.

وحيث نرى العفَّة عنواناً في المجتمع المؤمن، نجد الشذوذ وانتهاك الحرمات في المجتمع الكافر، حتى أن الأصابع المُحرِّكة لذلك المجتمع في كثير من دول العالم، وحتى في بعض بلادنا المتقمصة للباس الإسلام، قد تمكَّنت من رفع الشهوة عنواناً للسلوك العام، بما في ذلك؛ الصناعات، والمنتجات الغذائية، والدعايات الانتخابية، والإعلام عموماً، حتى صار العقل البشري في هذه المجتمعات لا ينفتح على أمر، أو مشروع، أو سلعة، أو أي شي‌ء آخر، ما لم يقترن بتجسيد للفسق على مختلف مستوياته.

أي إن المنكر صار معروفاً، والمعروف صار منكراً. وليس بمستغرب أن تُقبِل المجتمعات الغربية على التصويت لصالح الزواج المثلي، والشعوب هنالك تَعُدُّ الاعتراض على هذا النوع من الاتصال والزواج أمراً رجعيًّا نقيضاً لتطوُّر البشرية على وجه الأرض!.

والدافع في الإنسان في اختيار الشذوذ مسلكاً لإطفاء شهوته كونه راغباً وعازماً على الاعتداء على الطبيعة في داخله، وقد تمكَّنت ثقافة التعدِّي والاعتداء والتجاوز من نفسه، فقلبت كل المفاهيم لديه.

والقرآن الكريم حيث يطرح قول نبي الله لوط (ع) هذا، إنما يكشف عن أن هذا النبي العظيم قد سار ضمن النهج النبوي العام القاضي بالتحدِّي المباشر لفساد وانحراف الأمم.

وها هو النبي لوط (ع) يتحدَّى سلطة الشذوذ الجنسي‌

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست