responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 378

مراحل عدة، حتى هوت واندثرت بعد أن أُبيدت. فأهلها الأوَّلون بنوا حياتهم على أسس القيم الحضارية، ولكن الذين جاؤوا من بعدهم أضاعوا تلك الأسس، فضيّعوا مدنيّتهم، فانتهت حضارتهم بسبب استعلائهم وطغيانهم، من بعدما تحقَّقت لهم الرفاهية، وتوافرت لهم النعم العديدة.

ولكن عندما بلغت ثمود تلك المرحلة، وأصبحت على مشارف السقوط، بعث الله إليهم الرسل، وفي مقدمتهم نبي الله صالح (ع) فراح يُذكِّرهم بسُنن الله في أولاد آدم، ويُنذرهم من عقبى التمادي في الغي، كما يُرشدهم إلى طريق النجاة.

ومن أبعاد ذلك الإرشاد، أنه أمرهم بألَّا يُطيعوا أمر المسرفين (الطاغين المتكبرين) والتحلِّي بشكر النعم.

ولكن المُسرفين استدبروا هذه الإرادة الإلهية، وأسرفوا في انكبابهم على الدنيا وزُخرفها، بدلًا من أن يشكروا ربَّهم المتعال على ما أنعم، وبدلًا من أن يتعاملوا مع نعمه الظاهرة والباطنة تعاملًا منطقيًّا يدعو إليه العقل والرسول.

والإسراف هو استخدام النعمة في غير محلها المنطقي الذي يُريده الله تعالى ويرتضيه.

ولعل الذين سمّاهم الله تعالى بالمُسرفين، ومَنَعَ الناس من اتِّباعهم وتقليدهم، كانوا هم الذين طغوا في البلاد، لاستشعارهم الاستغناء عن ربِّهم عزَّ وجلَّ، لوفرة ما أنعم عليهم. فهؤلاء سنّوا لمجتمعهم أن يتَّخذ الأفراد عشيرتهم- مثلًا- مصدرَ عزَّةٍ ومِنعة من دون الله، بدلًا من أن يستعينوا بها استعانة حقةً، لتصريف شؤون الحياة الطبيعية. وهكذا كان موقفهم من المال، والعمارة، والسلاح.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست